سورة التوبة - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


قوله تعالى: {لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله} قال ابن عباس: هذا تعيير للمنافقين حين استأذنوا في القعود. قال الزجاج: أعلم الله عز وجل نبيَّه صلى الله عليه وسلم أنَّ علامة النفاق في ذلك الوقت الاستئذان.
فصل:
وروي عن ابن عباس أنه قال: نسخت هذه الآية بقوله: {لم يذهبوا حتى يستأذنوه...} إلى آخر الآية [النور: 62]. قال أبو سليمان الدمشقي: وليس للنسخ هاهنا مدخل، لإمكان العمل بالآيتين، وذلك أنه إنما عاب على المنافقين أن يستأذنوه في القعود عن الجهاد من غير عذر، وأجاز للمؤمنين الاستئذان لما يعرض لهم من حاجة، وكان المنافقون إذا كانوا معه فعرضت لهم حاجة ذهبوا من غير استئذانه.


قوله تعالى: {ولو أرادوا الخروج} يعني: المستأذنين له في القعود.
وفي المراد بالعُدَّة قولان:
أحدهما: النية، قاله الضحاك عن ابن عباس.
والثاني: السلاح، والمركوب، وما يصلح للخروج، قاله أبو صالح عن ابن عباس. والانبعاث: الانطلاق. والتثبُّط: ردُّك الإنسان عن الشيء يفعله.
قوله تعالى: {وقيل اقعدوا} في القائل لهم ثلاثة أقوال.
أحدها: أنهم أُلهموا ذلك خذلاناً لهم، قاله مقاتل. والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله غضباً عليهم. والثالث: أنه قول بعضهم لبعض، ذكرهما الماوردي.
وفي المراد بالقاعدين قولان:
أحدهما: أنهم القاعدون بغير عذر، قاله ابن السائب.
والثاني: أنهم القاعدون بعذر كالنساء والصبيان، ذكره علي بن عيسى.
وقال الزجاج: ثم أعلم الله عز وجل لم كره خروجهم، فقال: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبَالاً} والخبال: الفساد وذهاب الشيء. وقال ابن قتيبة: الخبال: الشر.
فان قيل: كأن الصحابة كان فيها خبال حتى قيل: {ما زادوكم إلا خبالاً}؟ فالجواب: أنه من الاستثناء المنقطع، والمعنى: ما زادوكم قوَّة، لكن أوقعوا بينكم خبالاً. وقيل: سبب نزول هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج، ضرب عسكره على ثنيَّة الوداع، وخرج عبد الله بن أُبيّ، فضرب عسكره على أسفل من ذلك؛ فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم، تخلَّف ابن أُبي فيمن تخلَّف من المنافقين، فنزلت هذه الآية.
قوله تعالى: {ولأوضعوا خلالكم} قال الفراء: الإيضاع: السير بين القوم. وقال أبو عبيدة: لأسرعوا بينكم، وأصله من التخلل. قال الزجاج: يقال: أوضعت في السير: أسرعت.
قوله تعالى: {يبغونكم الفتنة} قال الفراء: يبغونها لكم. وفي الفتنة قولان:
أحدهما: الكفر، قاله الضحاك، ومقاتل، وابن قتيبة.
والثاني: تفريق الجماعة، وشتات الكلمة، قال الحسن: لأوضعوا خلالكم بالنميمة لإفساد ذات بينكم.
قوله تعالى: {وفيكم سمَّاعون لهم} فيه قولان:
أحدهما: عيون ينقلون إليهم أخباركم، قاله مجاهد، وابن زيد.
والثاني: مَن يسمع كلامهم ويطيعهم، قاله قتادة، وابن إسحاق.


قوله تعالى: {لقد ابتغوا الفتنة} في الفتنة قولان:
أحدهما: الشر، قاله ابن عباس. والثاني: الشرك، قاله مقاتل.
قوله تعالى: {من قبل} أي: من قبل غزوة تبوك.
وفي قوله: {وقلَّبوا لك الأمور} خمسة أقوال.
أحدها: بَغَوْا لك الغوائل، قاله ابن عباس. وقيل: إن اثني عشر رجلاً من المنافقين وقفوا على طريقه ليلاً ليفتكوا به، فسلَّمه الله منهم.
والثاني: احتالوا في تشتُّت أمرك وإبطال دينك، قاله أبو سليمان الدمشقي. قال ابن جرير: وذلك كانصراف ابن أُبيّ يوم أُحد بأصحابه.
والثالث: أنه قولهم ما ليس في قلوبهم.
والرابع: أنه ميلهم إليك في الظاهر، وممالأة المشركين في الباطن.
والخامس: أنه حلفهم بالله {لو استطعنا لخرجنا معكم} ذكر هذه الأقوال الثلاثة الماوردي.
قوله تعالى: {حتى جاء الحق} يعني: النصر {وظهر أمر الله} يعني الإسلام.

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15